الوجود الإسلامي في اليابان
لا تزال نقطة البداية للمسلمين في اليابان مجهولة وما يذكر في صفحات الكتب وغيرها أخبار لا تعطي مؤشرا نهائيا لبداية الوجود الأول للمسلمين في اليابان , وخلاصة ما طرح أن دخول الاسلام إلى اليابان كان عن طريق الهجرة من وإلى اليابان, هجرة المسلمين إلى اليابان قبل قرن من الزمان وهجرة اليابانيين إلى العالم الإسلامي خاصة الجيوش اليابانية التي احتلت بعض مناطق المسلمين –مثل تركستان- وتأثر بعضهم وأسلم
والذي يهمنا هنا هو الحديث عن الوجود الإسلامي في الوقت الحاضر
الوجود الإسلامي
إن المسـلمين في اليابان يابانيين ومقيمـين يتواجدون من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان ( هوكايدو ) إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر أوكيناوا جنوباً قرب تايوان , ومن أقصى الشـرق ( طوكيو ) إلى
أقصى الغرب ( كانازاوا وشمياني توتوري ) . ويمكن أن نصنف المسلمين في اليابان في الفئات التالية
أولاً : المسلمون اليابانيون:
وهم موزعون كالآتي:
1- جمعيات خاصة بهم . ومن الأمثلة على ذلك
أ-جمعية مسلمي اليابان .
إن حصيلة الوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953 هي جمعية مسـلمي اليابان , وهي أول جمعية إسلامية خالصة أسسها مسلمو ما قبل الحرب العالمية الثانية والذين عادوا بعد إسلامهم في إندونيسيا وملايزيا والصين , وكذلك من بقي حياً من المسلمين الأوائل في اليابان . ولقد سبقتها قبل الحرب جمعيات إسلامية إستشرافية . لقد أدت هذه الجمعية ولا تزال دوراً كبيراً في الدعوة الإسلامية , ويقوم عليها الآن خريجو الأزهر وجامعات المدينة المنورة وأم القرى فهي الجمعية الأم , ويكاد ينحصر نشاطها في طوكيو ورئيسها الحالي الأســتاذ خالد هيكوجي )Higuchi أزهري( ومن أعضائها يحيى إندو ( الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة( نور الدين موري ( أم القرى في مكة المكرمة) .
ب- الجمعية الإسلامية في هوكايد( عبد الله أراي)
ج- جمعية الصداقة الإسلامية في كيوتو ( علي كوباياشي )
2- جماعات مندمجة مع جمعيات تضم الطلبة المسلمين والمسلمين الأجانب المقيمين .
إن هذا الصنف منتشر في جميع أنحاء اليابان وأعدادهم كبيرة , ومن الأمثلة عليهم الأستاذ خالد كيبا ( مع المركز الإسلامي وله جمعية خاصة به في طوكوشيما بجزيرة شكوكو( البروفسور عبد الجبار مائدا ) الجمعية الإسلامية في ميازاكي - كيوشو ) والأخ محمد سـاتو ( مع الجمعية الإسلامية في سنداي ) البروفيسور مرتضى كوراساوا ( في جامعة ناغويا وهو أحد مدراء المركز الإسلامي) والى غير ذلك من الشخصيات والأفراد اليابانيين
3- أفراد(الواحد منهم يعادل أمة في نشاطه الإسلامي)
وهم الأكثرية الساحقة من المسلمين اليابانيين يديرون أكثر من خمسة عشر صفحة إلكترونية باللغة اليابانية , يدعون فيها الناس للإسلام ومثال عليهم :
- سليمان هاماناكا في جزيرة شكوكو ( له صفحة إلكترونية)
- بروفيسور كوسوجي في جامعة كيوتو , له صولات وجولات في التلفزيون الوطني الرئيسي لليابان NHK وفي قاعات المحاضرات والمؤتمرات .
- بروفسور أونامي( جامعة كيوتو - هندسة ) , يضع ترجمة معاني القرآن الكريم باليابانية على صفحته الإلكترونية.
عدد المسلمين في اليابان
ويبرز هنا سؤال : كم عدد المسلمين اليابانيين ؟ ونجيب على ذلك بأنه ليس هناك إحصاء لعدد المسلمين اليابانيين , ففي اليابان أكثر من مائة جمعية وتجمع إسلامي وعشرات إن لم يكن مئات من المساجد والمصليات ويدخل يومياً عن طريق هذه الجمعيات والمساجد والمصليات عدد كبير من اليابانيين الإسـلام.
كما يسافر سبعة عشر مليون ياباني سنوياً للسياحة خارج البلاد , فمنهم من يسلم في البلاد الإسلامية ومنهم من يسلم في أوربا وأمريكا .
لذا نقدر أن عدد المسلمين اليابانيين يقارب المائة ألف أو يزيدون والأجانب ثلاثمائة ألف أو يزيدون , وهذه أرقام تقديرية ينظر إليها المراقبون من زوايا مختلفة ويعطون أرقاماً متعددة ولكنه من المؤكد أن المسلمين اليابانيين يتزايدون وأن الشعب الياباني من أقرب شعوب الأرض للإسلام, يحترمون هذا الدين ويرون فيه تأكيداً لمثلهم وتقاليدهم العريقة
ثانياً : المسلمون المهاجرون :
1- طلائع المسلمين المهاجرين إلى اليابان هم من شبه القارة الهندية قبل الاستقلال ,وهم الذين جاءوا لليابان في أواخر القرن التاسع عشر واشتغلوا بالتجارة وأقاموا في طوكيو ويوكوهاما وكوبي , وهم الذين بنوا أول مسجد دائم في اليابان وذلك في مدينة كوبي عام 1935 , وصمد هذا المسجد شامخاً رغم قنابل الحرب العالمية الثانية التي حطمت كنيسة مجاورة له , ورغم الزلزال الكبير عام 1995 الذي هدم الكنيسـة المجاورة للمرة الثانية.
2- الدفعة الثانية من المهاجرين( وهم المسلمون التتار أو أتراك القازان الذين لجأوا لليابان فراراً من الشيوعية وجاءا في أوائل العشرينات من القرن الماضي , وعاشوا مع الهنود في كوبي وضم الجميع مســجدها وأقاموا مسـجداً في ناغويا ( دمرته الحرب العالمية الثانية ) وأقاموا مسجد طوكيو عام 1938 , قائدهم في العمل المرحوم " عبد الحي قربان علي " ومن بقاياهم حتى الآن الأستاذ تميم دار محيط متعه الله بالصحة والعافية , ونستطيع أن نقول إنهم هم أول جالية إسلامية تستقر في اليابان , ولقد هاجر شبابهم إلى تركيا وأوربا وأمريكا والقليل منهم موجود الآن في اليابان .
3- الإندونيسيون والماليزيون( هم ثالث جالية ترد اليابان وهم الذين حدث خلاف مذهبي بينهم ( وهـم على مذهب الإمام الشــافعي ) وبين التتار وهـم ( أحناف ) مما دفع المرحوم "عبد الحي قربان علي" الإمام التتاري أن يكتب لإمام الحرمين "المعصومي" عن هذا الخلاف فأجابه المعصومي برسالة " هدية السلطان إلى بلاد اليابان " وذلك في الثلاثينات من القرن العشرين وقد أعيد طبع هذه الرسالة عدة مرات وهي متداولة الآن .
ولا تزال الجالية الإندونيسية من أكبر الجاليات ولهم مدرسة ومسجد في طوكيو , أدى دوراً كبيراً حين افتقد المسلمون مسجد طوكيو .
4-أما الهجرة الكبرى(وهي التي حدثت منذ الثمانينات) وتمثل مختلف الجنسيات والكثير منهم استقر بعد زواجه من اليابانيات . ويوجد اتجاه جديد وهو زواج اليابانيين بعد إسلامهم من المسلمات وأكثرهن من إندونيسيا وماليزيا والفلبين ومن العربيات المسلمات ومن آخر الزيجات زواج ياباني بعد إسلامه من مسلمة روسية
ثالثاً : الطلبة المسلمون القادمون من البلدان الإسلامية .
إن أوائل الطلبة المسلمين هم من المسلمين الصينيين الذين درسوا في جامعة واسيدا عام 1909 وعددهم حوالي الأربعين وأصدروا مجلة باللغة الصينية " الاستيقاظ الإسلامي " , كما جاء ثلاثة طلاب عثمانيين إلى جامعة واسيدا عام 1911 منهم ابن الرحالة الداعية عبد الرشيد إبراهيم . وأثناء الحرب العالمية الثانية جاءت أعداد من الطلبة الإندونيسـيين والماليزيين , عدد منهم في قنبلة هيروشيما ومنهم من شفى من أثر القنبلة وبقي على قيد الحياة , كما درس أبناء التتار المهاجرون في الجامعات والمدارس اليابانية منهم الدكتور التنباي والأستاذ تميم دار محيط وحرمه الدكتورة ثالثة ورمضان صفا وأسعد قربان علي , متعهم الله جميعاً بالصحة وكانوا أسسوا جمعية خاصة بهم في الأربعينات من القرن العشرين.
أما الأعداد الكبيرة من الطلبة المسلمين فقد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وفي أواخر الخمسينات وهي تتزايد حتى يومنا هذا .و أكثرهم من الإندونيسيين ثم الماليزيين ثم من باكستان وبنغلادش ثم العرب والترك والإيرانيين والأفارقة . إن هؤلاء مع المسلمين اليابانيين والمسلمين المقيمين شكلوا تجمعات مشتركة في كل مدينة يقيمون مصلى مؤجراً ( وبدءوا بإقامة مساجد ثابتة مملوكة ) يضم مكتبة وثلاجة لبيع اللحم الحلال إضافة لمكان الصلاة والاجتماعات .
رابعاً : المتدربون من البلدان الإسلامية.
تأتي اليابان أعداد كبيرة من المتدربين من البلدان الإسلامية لفترة من أسابيع إلى سنة وهؤلاء لهم احتياجاتهم من التعرف على الأطعمة الحلال ومواقيت الصلاة, كما إن الكثير منهم يتعرضون لأسئلة عن الإسلام , ولهؤلاء المتدربين دور كبير في التعريف بالدين الإسلامي , وإن محض وجودهم كمسلمين يعلم اليابانيين شيئاً عن الإسلام , خصوصاً حينما يتحرى هؤلاء المسلمون العيش ضمن تعاليم الإسلام
خامساً : التجار والسياح المسلمون.
العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي واليابان قديمة ومستمرة ويؤم اليابان سنوياً عدد من التجار وكذلك السياح , ولهؤلاء دور في التعريف بالإسلام .
ويزود المركز الإسلامي في طوكيو الطلاب والمتدربين والتجار والسياح وغيرهم بالمادة الإسلامية المقروءة , ويزود المتدربين وحديثي القدوم إلى اليابان بالمعلومات اللازمة عن المساجد وأوقات الصلاة والأطعمة الحلال ومراكز تجمع المسلمين
ملاحظة:
نوجه الإخوة الراغبين في السفر إلى اليابان إلى أن عنوان المركز الإسلامي في العاصمة
طوكيو1هو:
Islamic Center Japan
1-16-11, Ohara, Setagaya-ku
Tokyo – JAPAN
Tel-(03)34606169
Fax-4606105
http://www.islamtoday.net/articles/s...=105&artid=975===================
المصدر:
http://japan-saito.blogspot.com/