مضى سهم القضاء
Thu-Dec-2008 - 03:32 am أقاتلتي: أَيُجدي بعد قتلي دواءٌ ناجعٌ ليْ أو طبيبُ؟
و هَلْ مَرَّت عليكِ غداةَ يومٍ قلوبٌ بعدَ موْتٍ تستجيبُ ؟
مضى سهمُ القضاءِ بلا توانٍ فأرداني ، و سهمُكِ لا يخيبُ
يُميتُ مُصَوَّباً بِفُتُورِ جفنٍ فماذا لو رمى جفنٌ لعوبُ ؟
لعمري ، لم أكنْ و اللهِ أدري بأنَّ العشقَ قتَّالٌ رهيبُ
و أنَّ العمرَ في الترحالِ ولّى و لاحَ الشيبُ و اختالَ المشيبُ
و أنِّي كنتُ حاولتُ التناسي و لكنْ كيف لي منكِ الهروبُ ؟
مضى من عمرنا زمنٌ طويلٌ و نالتْ من خطاوينا الدروبُ
و جاوزنا بحزمٍ بحرَ ماضٍ إلى أن جاءَ ذا السهمُ المُصيبُ
فَأُوقِظَ كلُّ شيئ في ثوانٍ و أُضْرِمَ في الحشا هذا اللهيبُ
تلاقينا ، فما أحلى التلاقي إذا ما الكفُّ بالأخرى تذوبُ
تعانقنا ، فَذُبْنا في عناقٍ تغنَّى في مداهُ العندليبُ
تهامسنا ، كأنَّ الروضَ يُصغي لما بثَّتْهُ.. بالهمسِ.. القلوبُ
تصارحنا ، فلم نُخْفِ اْشتياقاً و أمسينا , فداهَمَنا الغروبُ
تعاتبنا ، فَذُبْنا في عتابٍ رقيقٍ مثل أنسامٍ تطيبُ
فلمّا أًوْغَلَتْ كفُّ الليالي أفقنا ، و الهوى سهلٌ خصيبُ
نسينا أننا لسنا فُرادى كأمسٍ إنْ غفا عنّا الرقيبُ
و أنَّ لقاءَنا ما كان يُجدي و أنَّ حديثَنا أمرٌ مُريبُ
و أنِّي قد بنيتُ قصورَ وهمٍ على عينيكِ ، فانهار الكثيبُ
و أنَّ فراقنا حتمٌ علينا و أنَّ البعدَ ناموسٌ عجيبُ
تملّكَ باقتدارٍ عرشَ قلبي و هذا سيفُهُ مِنِّي قريبُ
فكوني مثلما قد شئتِ بُعداً فإنِّي مثلَ أيامي غريبُ
دعيني مثل أشعاري وحيداً فلن يُجدي دواؤكِ و الطبيبُ